ما هو القلق؟

القلق المعروف أيضاً باسم التخوف أو الوسوسة أوالوهم، هو في الواقع أحد مشاعرنا الأساسية. يطلق عليه أحياناً التوتر النفسي و الإجهاد.

هل تعتقد أن القلق شيء سيء للغاية؟ هل يمكننا أن نعيش ونستمر بحياتنا بدون قلق؟ هل تعتقد أن ذلك ممكن؟ بمعنى آخر، هل من الممكن عدم الشعور بالقلق على الإطلاق؟
كلا.
قد يكون من الصعب تصديق ذلك، لكن القلق ليس سيئاً كما نعتقد. وفي معظم الأحيان، يمكن أن يكون القلق مفيداً.

في الواقع ، يعاني الجميع من قلق شديد من وقت لآخر. قد تكون هذه المشاعر مصحوبة أيضاً بالتوتر والعصبية والتسرع والمزاج العصبي. القلق بشأن موضوع ما يمكن أن يعني أيضاً أننا نهتم بهذا الموضوع. فنحن لا نقلق بشأن الأشخاص الذين لا نعرفهم أو بشأن موضوع لا نهتم به. يمكن أن نحصل على درجات سيئة في الامتحان الذي لم نهتم به لأننا لم ندرس على الإطلاق. إذا لم نهتم بدفع فاتورة الكهرباء، وإذا لم ننتبه لموعد السداد، فسوف يفوتنا الموعد النهائي للدفع. في هذه الحالة، لن يتم قطع الكهرباء لدينا فحسب، بل سيتعين علينا أيضاَ دفع رسوم إضافية. لذلك فإن القلق ضروري للتعامل مع الصعوبات في حياتنا وإيجاد حلول لمثل هذه المواقف. قد يكون الشعور بقدر معين من القلق مفيداً.

تكمن المشكلة في حالة القلق الشديد. ففي حالة القلق الشديد، قد يعاني الجسم من:
تسارع في ضربات القلب
التعرق (خاصة في راحة اليد والظهر وما إلى ذلك)
تقلص وتوتر العضلات (في بعض الأحيان تصبح اليدين قبضة دون إدراك ذلك، ويتم شد الأسنان)
آلام في المعدة، غثيان، شعور بالغثيان
كثرة الذهاب إلى دورة المياه
تنفس سريع
هزات أو تشنجات في الجسم
الصداع
التعب الشديد
اضطرابات النوم

تؤثر هذه المشاعر أيضاً على أفكارنا وسلوكياتنا. في حالة القلق الشديد، قد نشعر بما يلي:
● عدم القدرة على التوقف عن التفكير
● الشعور بالخروج عن السيطرة والذعر
● ردود فعل الغضب المفاجئ
● قلة الصبر
● عدم الرغبة بعمل شيء وقلة الاهتمام (قد نبدأ في عدم الاستمتاع بالقيام بالأشياء أو الهوايات التي اعتدنا الاستمتاع بها)
● الإفراط في التفكير في شيء ما (شيء يبدو غير مهم في بعض الأحيان)
● الرغبة في الابتعاد عن مصدر التوتر في أسرع وقت ممكن
● استخدام الكحول أو المواد الأخرى المسببة للإدمان
● مشاكل الشهية؛ الإفراط في الأكل أو الأكل القليل جداً
● العزلة الاجتماعية (قد نبتعد عن الأسرة والمعارف، وقد لا نرغب في الخروج أو الذهاب إلى العمل، أو قد نحاول تجنب أماكن معينة تزيد من القلق).
عندما نختبر هذا الموقف بشدة ولفترة طويلة جداً، يمكن أن يؤثر سلباً على كل من حياتنا اليومية وصحتنا النفسية.

القلق المفرط يمكن أن يجعل حياتنا صعبة ومقيدة. قد يدخل الشخص في حالة من التوتر والارتباك المتكرر الذي لا يمكن السيطرة عليه والذي يحدث فجأة دون معرفة السبب. عندما يتم تجاهل هذا الموقف، يمكن للفرد أن يعاني من نوبات الغضب والخوف من الموت والخوف من الجنون وخفقان القلب والذعر.
ولأننا لا نرغب في تجربة مثل هذه المواقف مرة أخرى، فإننا نحاول تجنب الأماكن والأشخاص الذين نعتقد أنهم قادرون على إحداث نفس المواقف.
قد يبدو بعض الأشخاص الذين يعانون من القلق بحالة جيدة من الخارج بينما يعانون من بعض الأعراض المذكورة أعلاه. بالإضافة إلى ذلك، ربما يكونوا قد طوروا طرقًا معينة لإخفاء مخاوفهم حتى لا يلاحظها الآخرون.

آلية القلق
استجابة الهروب أو القتال او التجمد
القلق هو نتاج نظام العمل التلقائي والطبيعي لجسمنا. للقلق وظيفة وقائية للشخص في الحياة اليومية. إنها تمكننا من أن نكون على دراية بأحداث الحياة الصعبة واتخاذ الاحتياطات اللازمة ضدها. الآلية التي تلعب دوراً عند الشعور بالقلق هي في الواقع ردود أفعالنا الطبيعية تجاه منبه (كل شيء يتم التعرض له في البيئة؛ طعم، رائحة، صوت، ضوء، شكل، مرئي، حركة، إلخ.) يُسبب الخوف.
عند مواجهة التهديد، يكون رد الفعل المشترك لجميع الكائنات الحية هو تحضير الجسم للحركة. في الواقع ، تهدف آلية القلق إلى تمكيننا من اتخاذ الاحتياطات والاستعداد لمواجهة تهديد محتمل من أجل البقاء أو القدرة على تجنب التعرض للأذى من خلال مكافحة الصعوبات. السلوك الصحيح في مواجهة بعض التهديدات هو النظر إلى الكائن المُهَدِّد والانتظار دون التحرك. يطلق على كل هذه الردود التلقائية استجابة “القتال أو الهروب أو التجمد”. هذه الردود لها أهمية حيوية.

لماذا يعتبر القلق المفرط مشكلة؟

في بعض الأحيان، عندما نشعر بالإرهاق والضعف أو بعد تجربة مؤلمة، قد نبدأ في الرد، فجأة وبشدة، على أشياء لا نتصورها عادة على أنها تهديدات ولم نخاف منها من قبل. قد يشعر الشخص الذي تعرض لحادث خطف أثناء السير على الطريق بالشعور بعدم الارتياح أثناء سيره على الطريق بعد هذه الحادثة، وقد يبدأ في التصرف بخوف عندما يضطر إلى مغادرة المنزل أو عندما يصادف الغرباء.

على سبيل المثال؛ قد يشعر الشخص الذي تعرض لحادثة سلب أثناء السير على الطريق بعدم الارتياح أثناء سيره على الطريق بعد هذه الحادثة، وقد يبدأ في التصرف بخوف عندما يضطر إلى الخروج من المنزل أو عندما يقابل الغرباء. ما اختبره الشخص هنا هو التنشيط التلقائي والمفرط لآلية القلق.

عندما تبدأ آلية القلق في العمل بشكل مفرط، فإنها تؤثر سلباً على حياتنا. هذا الوضع يسبب لنا مشاكل في العديد من المجالات ويجعل حياتنا صعبة ومقيدة.

القلق هو عاطفة طبيعية. المشكلة الحقيقية هنا تكمن في القلق المفرط. يمكن أن يكون للقلق المفرط تأثير سلبي للغاية على حياتنا اليومية و يمكن أن يجعلنا نواجه صعوبة في القيام بأعمال عادية كنا قادرين على القيام بها في الماضي.

لذلك، من الضروري تعلم كيفية التعامل مع حالة القلق المفرط والتهدئة.

إذا لم يتم علاج القلق المفرط، فقد يتحول إلى مشكلة صحية نفسية، ويمكن أن يؤدي على المدى الطويل إلى:

  • أمراض القلب والأوعية الدموية
  • السكتة الدماغية
  • مشاكل الذاكرة
  • كثرة المرض
  • قرحة المعدة واضطرابات الجهاز الهضمي المماثلة
  • مشاكل معوية مختلفة

آلام عضلية مستمرة