يواجه كل شخص أحداث جيدة وسيئة في حياته. من الطبيعي للغاية مواجهة الأحداث السيئة وكذلك الأحداث الجيدة في الحياة. يجب أن نختبر ونعيش المشاعر التي تنشأ عندما نواجه مثل هذه الحوادث. قد يسبب عدم اختبار وعيش عواطفنا في تدفقها الطبيعي في مواجهة مثل هذه المواقف، مشاكل أخرى في المستقبل. يسمح لنا الدعم النفسي بالتعبير عن مشاعرنا وعواطفنا ومشاركة تجاربنا.
مجال الدعم النفسي هو أحد المجالات حيث يمكننا التحدث عن قضايا من الماضي لا يمكننا نسيانها، وكذلك المواقف التي تسببها الضغوط الطبيعية في حياتنا وتؤثر بشكل خطير على أدائنا اليومي. يعد الاضطرار إلى اللجوء أو الهجرة إلى بلد آخر تجربة مليئة بالتحديات وقد نشعر بالوحدة أكثر. في مثل هذه المواقف، قد نمر بلحظات لا يوجد فيها أحد من حولنا للتحدث معه. يمكن أن يكون الأخصائيين النفسيين أيضاً أشخاصاً يمكننا زيارتهم عندما نحتاج فقط إلى التحدث إلى شخص ما.
يمكن أن تجلب لنا مشاركة مشاعرنا مع شخص ما الراحة. نحتاج جميعاً إلى مساحة يمكننا من خلالها مشاركة جميع تجارب حياتنا التي تجعلنا حزينين أو مستائين أو غير سعداء أو سعداء بدون الحكم علينا وبشكل حيادي.
الدعم النفسي هو اسم العملية التي يتم فيها تلبية هذه الحاجة الإنسانية من قبل متخصص وتسمح لنا عيش مشاعرنا الخاصة فيما يتعلق بالأحداث الصعبة.
في سياق هذه العملية، يساعد الأخصائيين النفسيين الأشخاص على حل المشكلات التي تزعجهم أو المشكلات التي يواجهونها في حياتهم والتي يستمرون في التفكير فيها والتي تتسبب في إعاقة وتقييد الحياة التي يعيشونها.
وبهذه الطريقة، تهدف إلى المساهمة في شعور الشخص بالتحسن ومواصلة حياته اليومية بطريقة عملية أكثر.
يضمن الأخصائيين النفسيين ذلك عن طريق الحديث. يمكن للأخصائيين النفسيين إحالة الأشخاص إلى الأطباء النفسيين في الحالات التي تتطلب استخدام الدواء.
أولاً، دعنا نحدد من هو الأخصائي النفسي ومن هو الطبيب النفسي.
من هو الأخصائي النفسي؟
هو شخص تخرج من قسم علم النفس لمدة 4 سنوات. الأخصائيين النفسيين الذين يعملون في مكاتبنا هم أشخاص تلقوا تدريباً إضافياً على تقنيات الجلسة النفسية والمعالجة سواء أثناء تعليمهم الجامعي أو بعد ذلك. يتلقى الأخصائيين النفسيين العاملين في مكاتبنا أيضاً دعماً إشرافياً من أخصائيين نفسيين ذوي خبرة.
الأخصائي النفسي هو متخصص يعمل في مجال الصحة النفسية بشكل عام، ويتعامل مع مشاكل التوتر والضيق التي نختبرها في الحياة اليومية بشكل خاص. هو مختص تلقى تدريبات على العديد من القضايا المتعلقة بالإنسان وحلول هذه القضايا مثل: الاكتئاب والاضطراب ثنائي القطب، بالإضافة إلى ذلك؛ التعامل مع القلق المفرط والتوتر، المشاكل العائلية، المشاكل النفسية الناجمة عن أمراض خطيرة، فترات خسارة مقربين والحداد، مشاكل النوم أو الأكل، الإدمان أو مشاكل التواصل مع الأشخاص أو الحوادث أو أحداث الحياة السلبية التي تؤثر علينا بعمق في حياتنا وآثارها. الأخصائيون النفسيون مؤهلون أيضاً لإجراء الاختبارات النفسية.
كما أن الأخصائي النفسي على دراية بالعديد من القضايا مثل مشاكل التكيف في الطفولة، والتلعثم، واضطرابات الكلام، وسلس البول أو احتباس البول، ونقص الانتباه وفرط النشاط، بالإضافة إلى المشكلات التي يواجهها الآباء مع أطفالهم.
لا يصف الأخصائيين النفسيين الأدوية، لكنهم قد يحيلون الشخص إلى طبيب نفسي عندما يقررون أنه من الضروري أن يذهب الشخص إلى طبيب نفسي.
من هو الطبيب النفسي؟
الطبيب النفسي هو طبيب. هو طبيباً متخصصاً تلقى تدريباً في قسم الطب النفسي بعد تخرجه من كلية الطب لمدة 6 سنوات. عند إجراء التقييم النفسي، يُدرج الأطباء النفسيون الفحص البدني للأعراض في تقييمهم، ويمكنهم وصف الأدوية. يصدر الأطباء النفسيون أيضاً تقارير رسمية.
يقوم الأطباء النفسيين بتقييم المشكلات النفسية من خلال الفحص والفحوصات المخبرية الطبية وعدد من الفحوصات النفسية، وفي الحالات الضرورية، يقدمون العلاج بالأدوية المحسنة.
لماذا يحيل الأخصائي النفسي الشخص إلى الطبيب أحياناً؟
جسدنا متكامل لا يتجزأ. بعض المشاكل النفسية لا تؤثر علينا عقلياً فحسب، بل جسدياً أيضاً. النوم وتناول الطعام والقدرة على الاستراحة بقدر ما هو ضروري هي احتياجاتنا الأساسية. من الضروري تلبية هذه الاحتياجات بانتظام وبطريقة صحية.عندما تتقاطع ظروف نفسية معينة مع هذه الاحتياجات، فإن اللجوء إلى العلاجات التي يقترحها الأطباء النفسيين لجعل الشفاء ممكناً يمكن أن يؤدي إلى التعافي.
يمكن أن تكون بعض المشكلات النفسية بطبيعتها مشكلات لا يمكن علاجها بدون دواء وتدخل الطبيب.
هذا لا يعني أن الشخص لن يتغير أبداً طوال حياته، أو أنه “مجنون”، أو أنه لا يمكنه أن يتعافى، أو أن نفس المشاكل ستحدث دائماً.
المشاكل النفسية أيضاً، مثل العديد من الاضطرابات الجسدية، هي حالات يجب فيها تطبيق التدخل الصحيح والعلاج المناسب. يمكن معالجة عدد كبير من المشاكل النفسية من قبل الخبراء، من خلال التدخل الصحيح في الوقت المناسب. يتطلب حل المشكلات النفسية أحياناً علاجاً دوائياً بينما قد تكون هناك حالات تتطلب دعماً نفسياً. في بعض الأحيان يتم تطبيق هاتين الطريقتين معاً.
يعرف الأخصائي النفسي طريقة العلاج التي يجب استخدامها لأي نوع من المواقف. لذلك، عندما يخبرك الأخصائي النفسي أنك بحاجة للذهاب إلى الطبيب، فإن الثقة في أنه يمكن أن يتم الشفاء والامتثال للإحالة التي قدمها الأخصائي النفسي أمر ضروري للتعافي.
المعلومات التي لدى الأطباء النفسيين والأخصائيين النفسيين حول مشاكل الصحة النفسية هي معلومات علمية. وهي تقوم على المعلومات التي تم الحصول عليها نتيجة البحث والخبرة، وهي موثوقة ومدعومة بالملاحظات.
مثلما نذهب إلى المستشفى لتلقي العلاج عندما نتعرض لأزمة قلبية ونحاول اتباع خطة العلاج التي قدمها الطبيب يمكننا أيضاً الحصول على الدعم من خلال استشارة أخصائي في هذا الموضوع عندما نشعر بالسوء من الناحية النفسية.
الأطباء النفسيين والأخصائيين النفسيين هم أيضاً خبراء في موضوع الصحة النفسية ومشاكل الصحة النفسية.
- لماذا يعد من الضروري الذهاب إلى طبيب نفسي؟
لأن بعض المشاكل النفسية تتطلب دواء لمعالجتها. أثناء التعامل مع بعض المشاكل التي تؤثر على أجسادنا بعمق مثل الآلام والأوجاع والأفكار التي لا يمكن السيطرة عليها والهواجس والاكتئاب، يمكن لخطة العلاج التي يقدمها الأطباء النفسيين أن تدعمنا في عملية حل هذه المشاكل. تتطلب بعض مشكلات الصحة النفسية، كما هو الحال في أمراض القلب أو المعدة، علاجاً طبياً.
- كيف تتم العملية بعد الإحالة إلى الطبيب النفسي؟
يمكن للأخصائي النفسي تحديد موعدك الأول لدى الطبيب النفسي ومواعيد المتابعة إذا كنت في حاجة إليها.
عند الذهاب إلى الطبيب النفسي، فإن التعبير عن المواقف التي تؤثر سلباً على حياتنا، والتغيرات في أجسامنا وتجاربنا بدقة سيساعد الطبيب على فهمنا بشكل أفضل ووضع خطة العلاج الأنسب لنا. إذا كنا في حيرة من أمرنا بشأن ما يجب أن نقوله عندما نذهب إلى الطبيب النفسي، فمن الممكن التحدث إلى الأخصائي النفسي حول هذا الموقف.
كما هو الحال مع الدعم النفسي، فإن زيارة الطبيب النفسي تنطوي أيضاً على عملية معينة. يختلف التدخل النفسي عن أنواع العلاجات التي تستدعي مراجعة الطبيب واستخدام الأدوية لفترة قصيرة عندما نشعر بالسوء مثل الإصابة بالإنفلونزا. بدلاً من ذلك، إنها عملية علاجية تتضمن أكثر من جلسة واحدة، وتغطي وقتاً معيناً ويجب أن تستمر على فترات منتظمة ضمن خطة العلاج.
هناك أربعة عناصر أساسية يجب مراعاتها أثناء الفحص النفسي:
- التعبير بدقة عن أنفسنا وما مررنا به
- إبلاغ الطبيب النفسي بجميع أنواع الأدوية التي نستخدمها والأمراض والحساسية التي نعاني منها إن وجدت
- إذا تم وصف العلاج؛ يجب أن نعرف جيداً كمية الجرعة ووقت تناول الدواء المعطى.
- معرفة تاريخ الموعد القادم
نقاط مهمة
- يتم إعداد خطة العلاج النفسي خصيصاً للفرد ووفق حالته وظروفه.
- غالبية الأدوية النفسية هي عقاقير يجب استخدامها بانتظام لمدة ستة أشهر على الأقل أو سنة واحدة بعد البدء في استخدامها. يحدد الطبيب النفسي جرعة ومدة استخدام الأدوية، حسب الحالة.
- عند وجود مشكلة أو آثار جانبية أو رد فعل جسدي متعلق باستخدام الدواء، فمن الضروري التحدث إلى الطبيب النفسي حول هذه المشكلة.
- من الضروري الذهاب إلى الموعد بانتظام في المواعيد التي يقررها الطبيب النفسي.
- من الضروري استخدام الأدوية الموصوفة من قبل الطبيب النفسي كل يوم بشكل منتظم على النحو الذي يحدده الطبيب النفسي.
- في المواعيد المستقبلية، قد تتغير الوصفة الطبية، ويمكن زيادة جرعات الأدوية أو تقليلها، وقد يتم إضافة أدوية جديدة إلى الوصفة الطبية أو قد يتم إزالة بعض الأدوية من الوصفة الطبية. هذه أمور يقررها الطبيب النفسي. في كل الأحوال، من الضروري الاستمرار في تناول أحدث الأدوية الموصوفة، والتوقف عن الأدوية التي طلب منا الطبيب النفسي التوقف عن تناولها، واتباع خطة العلاج.
- من الضروري البدء والاستمرار في تناول الأدوية تحت إشراف الطبيب النفسي. من الضروري أيضاً التوقف عن تناول الأدوية في إطار خطة العلاج للطبيب النفسي وبما يتوافق مع وصف الطبيب النفسي.
- في بعض الحالات وبعض الاضطرابات، قد يستمر تناول الدواء على مدى سنوات عديدة.
تطبيق خطة العلاج التي أعدها الطبيب النفسي خصيصاً لك، خطوة بخطوة، سيساعدك على الشفاء. سيؤدي اتباع الخطة جزئياً فقط أو عدم اتباعها على الإطلاق إلى تأخير تعافيك وقد يؤدي إلى تفاقم حالتك.
ما يجب علينا معرفته حول الأدوية التي يتم وصفها من قبل الطبيب النفسي:
بعد فحص الحالة النفسية والجسدية للشخص من قبل الطبيب النفسي، يتم وضع خطة علاجية وفقاً للوضع الحالي واحتياجات الشخص.
الأدوية الموصوفة من قبل الطبيب النفسي ليست مجرد نوع واحد من الأدوية. الأدوية المذكورة في الوصفة الطبية موصوفة خصيصاً للشخص المعني. ليس هناك ما يضمن أن الدواء الذي يفيد شخص آخر سيكون له نفس التأثير عليك. في الواقع، يمكن أن يسبب استخدام الأدوية التي لم يصفها لك الطبيب أو الأدوية الموصوفة لشخص آخر آثاراً ضارة.
يجب استخدام الأدوية تحت إشراف طبيب نفسي، حسب الجرعة والمدة التي يحددها الطبيب النفسي. إذا أعطى الطبيب النفسي تعليمات محددة حول الدواء الذي يجب استخدامه، وعدد الحبوب التي يجب تناولها يومياً، والجرعة المطلوبة ومدة الإستخدام، فيجب علينا الالتزام بها.
حالات الإدمان على الأدوية النفسية نادرة للغاية.
عندما يتم البدء باستخدام الأدوية التي يصفها الطبيب النفسي، فنادراً ما تظهر بعض الآثار الجانبية. قد تختلف الآثار الجانبية المحتملة للأدوية من شخص لآخر، ومن دواء إلى آخر؛ بعض الناس قد لا يعانون من آثار جانبية. معظم الآثار الجانبية المذكورة أعلاه هي تلك التي لا تؤثر على أداء الشخص في الحياة اليومية كثيراً، وهي مؤقتة، وتختفي عند التوقف عن تناول الدواء. في حالة ظهور آثار جانبية، فمن الضروري الذهاب إلى الطبيب النفسي مرة أخرى وإبلاغه بالموقف. نظراً لوجود العديد من خيارات الأدوية اليوم، يتم ترتيب خيارات الأدوية التي من شأنها التأثير الطفيف جداً على الحياة اليومية للشخص من قبل الطبيب النفسي.
من أجل الحصول على أجوبة على جميع أسئلتك حول الأدوية النفسية، يمكنك استشارة طبيب نفسي أو أخصائي نفسي خبير في هذا الموضوع.