“كنت مستيقظاً أثناء وقوع الزلزال. بدأت الهزة الأرضية ببطء في البداية، ومن ثم أظلم كل شيء”. هكذا يتذكر كمال أتش اللحظات الأولى لتلك الكارثة العظيمة. عندما استعاد وعيه، نادى أولاً على والديه. لم يكن يعلم أن الزلزال قد فصل عنه والديه. وأوضح أتش يأسه قائلاً: “فهمت عندما لم اسمع أصواتهم، لكني لم أستطع فعل أي شيء”.
كان الطرف الأيسر السفلي من جسم كمال أتش تحت كتلة خرسانية ثقيلة. ولم يستطع التحرك. وصل فريق البحث والإنقاذ المدعم بالكلاب التابع لـ SGDD-ASAM، والذي كان من أوائل فرق البحث والإنقاذ التي تحركت بسرعة في اللحظات الأولى من الزلزال ووصلت إلى هاتاي، إلى كمال بعد 24 ساعة. ووصف الوضع الذي كان فيه قائلاً، “لقد كان الظلام شديداً لدرجة أنني لم أستطع معرفة ما إذا كانت عيناي مفتوحتان أم مغلقتان.”
استغرق الأمر ساعات لإخراج كمال أتش من المكان الذي كان عالقاً به. عندما خرج كان مصاباً بجروح بالغة، وتم نقله إلى المستشفى على الفور. علاجه لا يزال مستمراً. يذهب إلى المستشفى 5 أيام في الأسبوع لاستكمال العلاج الطبيعي. أثناء علاجه في المستشفى، رغب بالتواصل والالتقاء بالفريق الذي أنقذه. عندما تحسنت حالته الصحية وجاء من اسطنبول إلى انقرة، كان أول شيء قد قاله، “لا أتذكر كثيراً لحظة إنقاذي، لكن أصوات أعضاء الفريق ما زالت في ذهني. تعرفت على أعضاء الفريق اليوم من خلال تلك الأصوات المحفورة في ذهني.”
التقى كمال أتش، بأورهان هينجال، قائد الفريق الذي أنقذه، و(مراد بولات وسافاش اردم ومرت يول أري) أعضاء الفريق في مقر SGDD-ASAM في أنقرة بعد 5 أشهر ونصف. وكانت نتيجة هذا الاجتماع صورة تظهر تلك اللحظة التي لا تُنسى. الآن هم أصدقاء.